نبات كلانديولا: أصله وتصنيفه العلمي، مورفولوجيته، أصنافه، الظروف المناسبة لنموه، زراعته من البذرة للحصاد، الأمراض والآفات التي تصيبه
نبات كلانديولا (Calendula) هو من النباتات التي تنتمي إلى فصيلة الأستيراسية (Asteraceae) التي تضم العديد من الأنواع العشبية ذات الأزهار الجميلة، والتي تعد من النباتات الزهرية المميزة. يزرع هذا النبات لعدة أغراض، سواء كانت تجميلية في الحدائق أو في الصناعة الطبية حيث يعتبر له العديد من الفوائد الصحية. في هذا المقال، سنتناول أصله وتصنيفه العلمي، مورفولوجيته، أصنافه المختلفة، الظروف المناسبة لنموه، زراعته من البذرة إلى الحصاد، وكذلك الأمراض والآفات التي قد تصيبه.
![]() |
نبات كلانديولا |
1- أصل نبات كلانديولا:
يُعد نبات كلانديولا، المعروف أيضًا باسم الأذريون الطبي، من النباتات الأصلية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ويُزرع على نطاق واسع في العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك أمريكا الشمالية وآسيا. اشتُق اسم "Calendula" من الكلمة اللاتينية التي تعني "الشهر" أو "التقويم"، وذلك نظرًا لفترة إزهاره المستمرة التي تمتد لفترات طويلة على مدار العام، لا سيما في المناخات المعتدلة.
عُرف نبات كلانديولا منذ العصور القديمة باستخداماته المتعددة في الطب الشعبي، حيث كان يُستخدم لعلاج الجروح، الحروق، وتهدئة الالتهابات الجلدية. كما تم تقديره لخصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات، مما جعله جزءًا أساسيًا من العلاجات التقليدية. ومع مرور الوقت، توسع نطاق استخدام كلانديولا ليشمل العديد من التطبيقات الطبية الحديثة مثل صناعة المراهم والكريمات العلاجية، بالإضافة إلى المنتجات التجميلية التي تعزز صحة البشرة وتعمل على ترطيبها وتهدئتها.
يُعتبر كلانديولا أيضًا نباتًا زينة شائعًا بفضل أزهاره البرتقالية والصفراء الزاهية، والتي لا تضيف جمالًا للحدائق فحسب، بل تجذب أيضًا الملقحات مثل النحل والفراشات، مما يعزز من التنوع البيولوجي. زراعته سهلة نسبيًا، حيث يتحمل ظروف التربة المختلفة ويحتاج إلى التعرض الجيد لأشعة الشمس، ما يجعله خيارًا مثاليًا للمزارعين والهواة على حد سواء.
2- التصنيف العلمي لنبات كلانديولا:
النباتات من فصيلة الأستيراسية متنوعة بشكل كبير، ونبات كلانديولا يعد واحداً من أفراد هذه الفصيلة. التصنيف العلمي لنبات كلانديولا هو كما يلي:
- المملكة: النبات
- الشعبة: مغطاة البذور
- الطائفة: ثنائيات الفلقة
- الرتبة: الأستيراليس
- الفصيلة: الأستيراسية
- الجنس: كلانديولا (Calendula)
- الأنواع: العديد من الأنواع المختلفة مثل Calendula officinalis، التي تُعد الأكثر شهرة.
3- مورفولوجية نبات كلانديولا:
نبات كلانديولا هو نبات عشبي معمر أو سنوي يعتمد على البيئة التي يزرع فيها. يتميز هذا النبات بعدد من الخصائص المورفولوجية الفريدة:
-
الأوراق: أوراق نبات كلانديولا مستطيلة أو رمحية الشكل ذات حواف مسننة أو متموجة، ولونها أخضر داكن. يغطي سطح الأوراق شعيرات دقيقة وناعمة تمنحها ملمسًا مخمليًا، كما تسهم هذه الشعيرات في تقليل فقدان الماء وحماية النبات من الآفات.
-
الأزهار: تعتبر الأزهار من أكثر الأجزاء جاذبية في نبات كلانديولا، حيث تتكون من عدة طبقات من البتلات الزاهية التي تتراوح ألوانها بين البرتقالي، الأصفر، والذهبي، مع بعض الأنواع التي تتميز بتدرجات ألوان جذابة. تظهر الأزهار بشكل شعاعي دائري أو شبه دائري، وتتميز بأنها تزهر في فترات متعددة من العام، مما يجعلها نباتًا مفضلًا في الحدائق. الأزهار أيضًا غنية بالرحيق، ما يجذب النحل والفراشات.
-
الجذور: نظام جذري ليفي وعميق يمتد في التربة ليمنح النبات ثباتًا قويًا، كما يساعده على امتصاص العناصر الغذائية والمياه من أعماق التربة، ما يجعله مقاومًا لفترات الجفاف القصيرة.
-
الساق: الساق قائمة وقوية، يبلغ ارتفاعها ما بين 30 إلى 60 سم، وقد تكون متفرعة في بعض الأنواع. سطح الساق مغطى بشعيرات ناعمة تضفي عليها مظهرًا وبريًا وتساعد في حماية النبات من التغيرات البيئية والآفات.
إضافةً إلى ذلك، ينتج نبات كلانديولا ثمارًا صغيرة تحتوي على بذور منحنية أو ملتوية، مما يسهل انتشارها ونموها في بيئات مختلفة.
4- أصناف نبات كلانديولا:
ينتمي نبات كلانديولا إلى عدة أصناف تتباين في ألوانها، أطوالها، واستخداماتها، مما يجعله نباتًا متعدد الفوائد والتطبيقات. من أبرز أصنافه:
-
كلانديولا أوفيسيناليس (Calendula officinalis): الصنف الأكثر شهرة وانتشارًا، يتميز بأزهاره البرتقالية أو الصفراء المشرقة التي تستخدم بشكل أساسي في الأغراض الطبية والتجميلية، لما يحتويه من مركبات فعالة تساعد في علاج التهابات الجلد، الحروق، والجروح.
-
كلانديولا أرنيس (Calendula arvensis): يعرف أيضًا باسم الأذريون البري، ويتميز بأزهاره الصغيرة التي تتراوح ألوانها بين الأصفر والبرتقالي. يُستخدم هذا الصنف في الزينة الطبيعية للمساحات المفتوحة والحدائق، كما أنه يتحمل الظروف البيئية الصعبة.
![]() |
كلانديولا أرنيس Calendula arvensis |
-
كلانديولا ألبا (Calendula alba): صنف نادر نسبيًا يمتاز بأزهاره البيضاء النقية، مما يجعله مرغوبًا في تنسيقات الحدائق الزخرفية، كما أنه يُستخدم في بعض المنتجات التجميلية الراقية.
![]() |
كلانديولا ألبا Calendula alba |
-
كلانديولا سوليفيرا (Calendula solivifera): نوع ذو أزهار ذهبية زاهية، يستخدم بكثرة في صناعة المراهم والزيوت العلاجية.
-
كلانديولا ستيلاتا (Calendula stellata): يتميز بأزهاره النجمية الشكل، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الفاتح والبرتقالي، ويُزرع لأغراض الزينة ولإنتاج البذور.
![]() |
كلانديولا ستيلاتا Calendula stellata |
كل صنف من أصناف كلانديولا له خصائصه الفريدة التي تجعله مميزًا سواء في المجال الطبي، التجميلي أو الزخرفي، ما يمنح هذا النبات أهمية كبيرة في عالم النباتات.
5- الظروف المناسبة لنمو نبات كلانديولا:
لضمان نمو صحي وازدهار جيد لنبات كلانديولا، يجب توفير مجموعة من الظروف البيئية المثالية التي تساعده على التأقلم والإزهار بكفاءة:
-
الضوء: يفضل نبات كلانديولا التعرض للضوء الساطع وأشعة الشمس المباشرة لساعات طويلة يوميًا، حيث تعزز الشمس عملية التمثيل الضوئي وتكثف ألوان الأزهار. يمكنه أيضًا النمو في الظل الجزئي، لكنه لن يزدهر بنفس الجودة.
-
التربة: يحتاج نبات كلانديولا إلى تربة جيدة التصريف لمنع تعفن الجذور، ويفضل التربة الرملية أو الطينية الخفيفة الغنية بالمواد العضوية والسماد العضوي لتحسين النمو وتوفير العناصر الغذائية الأساسية.
-
درجة الحرارة: تنمو كلانديولا بشكل مثالي في درجات حرارة معتدلة تتراوح بين 15-20 درجة مئوية. قد يتحمل انخفاض درجات الحرارة لفترة قصيرة، لكنه يتأثر سلبًا بالحرارة المرتفعة جدًا أو الصقيع الطويل.
-
الرطوبة: يفضل النبات مستويات رطوبة معتدلة. يحتاج إلى ري منتظم دون إغراق التربة، حيث أن الجفاف الشديد يعيق نموه، بينما تزيد الرطوبة الزائدة من احتمالية الإصابة بالأمراض الفطرية.
-
الري: يُفضل الري المعتدل والمتوازن، حيث يُنصح بري النبات عندما تكون التربة جافة على عمق 2-3 سم، مع تجنب الري المفرط الذي قد يسبب تعفن الجذور.
-
التسميد: يستفيد نبات كلانديولا من التسميد المنتظم بالأسمدة العضوية أو الأسمدة المتوازنة الغنية بالبوتاسيوم والفوسفور، خاصة خلال فترة النمو والإزهار.
-
التهوية: يجب زراعة نبات كلانديولا في أماكن جيدة التهوية لتقليل خطر الإصابة بالأمراض الفطرية، مع ترك مسافات كافية بين النباتات لضمان دوران الهواء.
6- زراعة نبات كلانديولا من البذرة إلى الحصاد:
تُعد زراعة نبات كلانديولا عملية سهلة نسبيًا، ما يجعلها مثالية حتى للمزارعين المبتدئين. فيما يلي دليل شامل لزراعة هذا النبات من البذرة إلى الحصاد:
-
تحضير الأرض: قبل الزراعة، يجب تحضير التربة بعناية عبر تقليبها لتحسين التهوية، وإضافة المواد العضوية مثل السماد البلدي أو الكمبوست لضمان تربة خصبة جيدة التصريف. يُفضل إزالة أي أعشاب ضارة أو شوائب لضمان بيئة نظيفة لنمو البذور.
-
زراعة البذور: تُزرع بذور كلانديولا في فصل الربيع بعد انتهاء خطر الصقيع. يمكن نثر البذور مباشرة في التربة المفتوحة بعمق 1-2 سم أو زراعتها في أصص إذا كانت الزراعة تتم في بيئة مغلقة أو داخلية. تُترك مسافة 20-30 سم بين البذور لضمان نمو صحي للنباتات.
-
الري: يحتاج نبات كلانديولا إلى ري منتظم، خاصة في الأسابيع الأولى بعد الزراعة. يُفضل الري عندما تكون التربة جافة على عمق 2-3 سم، مع الحرص على تجنب الري المفرط الذي قد يسبب تعفن الجذور.
-
التسميد: يتطلب نبات كلانديولا تسميدًا معتدلًا خلال موسم النمو. يُفضل استخدام سماد عضوي متوازن أو سماد غني بالبوتاسيوم والفوسفور لتحفيز الإزهار وتقوية النبات، خاصة إذا كانت التربة فقيرة بالعناصر الغذائية.
-
العناية بالنبات: يجب إزالة الأعشاب الضارة باستمرار لتجنب منافستها للنبات، مع تقليم الأوراق التالفة أو الأزهار الذابلة لتحفيز نمو المزيد من الأزهار.
-
الحصاد: تبدأ أزهار كلانديولا في التفتح بعد 8-10 أسابيع من الزراعة. يتم حصاد الأزهار بعناية باستخدام مقص حاد، ويفضل الحصاد في الصباح الباكر عند امتلاء الأزهار بالزيوت الطيارة. تُستخدم الأزهار مباشرة في الأغراض الطبية، التجميلية، أو تُجفف للاستخدام لاحقًا.
باتباع هذه الخطوات، يمكنك الاستمتاع بزراعة نبات كلانديولا والحصول على محصول غني ومتنوع لاستخداماته المتعددة.
7- فوائد واستعمالات نبات كلانديولا:
يُعرف نبات كلانديولا بفوائده المتعددة واستخداماته الواسعة في المجالات الطبية، التجميلية، والزراعية، ما يجعله من النباتات ذات الأهمية الكبيرة:
-
الفوائد الطبية:
- يمتلك خصائص مضادة للالتهابات، ما يجعله فعالًا في علاج الجروح، الحروق، وتهيجات الجلد.
- يساعد في تخفيف آلام الطفح الجلدي وحالات الإكزيما والصدفية.
- يحتوي على مضادات أكسدة تحمي البشرة من التلف الناتج عن الجذور الحرة.
- يستخدم في تحضير المراهم لعلاج التقرحات الجلدية ولدغات الحشرات.
-
الاستخدامات التجميلية:
- يدخل في تركيب مستحضرات التجميل مثل الكريمات، المراهم، والزيوت العطرية لترطيب البشرة وتهدئتها.
- يُستخدم في تصنيع منتجات العناية بالشعر لفوائده في تقوية بصيلات الشعر وتحسين فروة الرأس.
- يدخل في صناعة الصابون الطبيعي ومنتجات العناية بالشفاه.
-
الاستخدامات الزراعية:
- يُستخدم كمبيد طبيعي لمكافحة بعض أنواع الحشرات في الزراعة.
- يُزرع في الحدائق لجذب الحشرات النافعة مثل النحل والفراشات.
-
الاستخدامات الغذائية:
- يمكن استخدام بتلات أزهار كلانديولا في إعداد السلطات والمشروبات، حيث تضيف لونًا ونكهة مميزة.
-
الاستخدامات التقليدية والشعبية:
- كان يُستخدم في الطب الشعبي لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي وآلام الدورة الشهرية.
نبات كلانديولا ليس مجرد نبات زينة، بل يُعد من النباتات ذات القيمة العالية بفضل خصائصه المتعددة التي جعلته عنصرًا أساسيًا في العديد من الصناعات والممارسات العلاجية.
8- الأمراض والآفات التي تصيب نبات كلانديولا:
على الرغم من أن نبات كلانديولا يعد من النباتات المقاومة للعديد من الأمراض، إلا أنه قد يتعرض لبعض المشاكل الصحية. من أبرز الأمراض والآفات التي قد تصيبه:
الأمراض والآفات التي تصيب نبات كلانديولا:
على الرغم من مقاومة نبات كلانديولا للعديد من الأمراض، إلا أنه قد يتعرض لبعض المشاكل الصحية التي تتطلب عناية واهتمامًا خاصًا. فيما يلي أبرز الأمراض والآفات التي قد تصيب نبات كلانديولا وطرق مكافحتها:
-
العفن الجذري: يحدث بسبب الري الزائد أو وجود التربة في حالة رطوبة مفرطة لفترات طويلة. تظهر أعراضه في اصفرار الأوراق وذبول النبات. لعلاجه، يجب تقليل كمية الري وتحسين تصريف التربة عبر إضافة الرمل أو المواد العضوية.
-
تعفن السيقان: ينتج عن الإصابة بالفطريات، خاصة في البيئات الرطبة أو عند وجود جروح في النبات. تظهر البقع الداكنة واللينة على الساق. يتم العلاج بإزالة الأجزاء المصابة واستخدام مبيدات فطرية مناسبة.
-
آفات الحشرات: تشمل حشرات المن، العناكب الحمراء، والبق الدقيقي. تتغذى هذه الحشرات على عصارة النبات، مما يضعف النمو ويسبب تشوهات في الأوراق. يمكن مكافحتها باستخدام مبيدات حشرية طبيعية مثل زيت النيم أو بخاخات الماء والصابون.
-
الذبابة البيضاء: من الآفات الشائعة التي تتغذى على أوراق النبات، مما يؤدي إلى اصفرارها وذبولها. يمكن مكافحتها عبر استخدام المصائد اللاصقة الصفراء أو رش النبات بمحلول صابون حشري أو مبيدات حشرية.
-
البياض الدقيقي: يظهر على شكل بقع بيضاء مسحوقية على الأوراق والساق، ويؤدي إلى ضعف النبات. يتم علاجه عبر تقليل الرطوبة حول النبات، تحسين التهوية، واستخدام مبيدات فطرية عضوية.
-
الرخويات والقواقع: قد تتغذى على أوراق نبات كلانديولا، خاصة في الأجواء الرطبة. يمكن مكافحتها باستخدام طعوم مخصصة أو عبر إزالة الآفات يدويًا.
باتباع الممارسات الزراعية السليمة مثل التهوية الجيدة، الري المتوازن، واستخدام المكافحة العضوية، يمكن تقليل فرص إصابة نبات كلانديولا بالأمراض والآفات والحفاظ على نمو صحي ومزهر.
نبات كلانديولا هو من النباتات التي تجمع بين الجمال والفائدة، حيث يتمتع بمظهر زاهي ويستخدم في العديد من التطبيقات الطبية والتجميلية. من خلال معرفتك بأصله، تصنيفه، مورفولوجيته، أصنافه، الظروف المناسبة لنموه، وطرق زراعته، يمكنك أن تزرع هذا النبات بسهولة وتستفيد من فوائده الكثيرة. كما يجب على المزارعين أن يكونوا حذرين من الأمراض والآفات التي قد تصيبه ويعتمدون على طرق مكافحتها بشكل فعال لضمان نمو سليم وصحي للنبات.